كتاب المدينة المنورة معالم وحضارة

في الموضوع للإمامين الجليلين شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله - وأبي
حامد الغزالي -رحمه الله -.
فاما شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله - فيرد على متهمي يزيد بقوله:
واما من قال إنه كان كافرا، وإن اباه معاوية كان كافرا، وإنه قتل الحسين
تشفيا واخذ بثأر اقاربه من الكفار، فهو ايضا كاذب مفتر.
ومن قال: إنه تمثل لما أتي براس الحسين بقوله:
لما بدت تلك الحمول واشرفت ... تلك الرووس على ربى جيرون
نعق الغراب فقلت: نح او لا تنح ... فلقد قضيت من النبي ديوني
أو (من الحسين ديوني) فقد كذب.
والديوان الشعر الذي يعزى إليه عامته كذب، واعداء الإسلام كاليهود
وغيرهم يكتبونه للقدج في الإسلام، ويذكرون فيه ما هو كذب ظاهر كقولهم
إنه أنشد:
ليت أشياخي ببدر شهدوا ... جزع الخزرج من وقع الأسل
قد قتلنا الكبش من أقرانهم ... وعدلناه ببدر فاعتدل
وإنه تمثل بهذا ليالي الحرة. . فهو أكذب.
ثم قال: فلا يجوز أن يغلا في يزيد ولا غيره، بل لا يجوز ان يتكلم
في أحد إلا بعلم وعدل (1).
وقال شيخ الإسلام -رحمه الله - في موضع اخر:
ومع هذا فيزيد لم يأمر بقتل الحسين، ولا حمل رأسه إلى بين يديه،
ولا نكت بالقضيب على ثناياه، بل الذي جرى هذا منه هو عبيد الله بن زياد،
كما ثبت ذلك في صحيح البخاري.
__________
(1) سؤال في يزيد بن معاوية (ص 15، 16) للدكتور صلاح المنجد.
267

الصفحة 267