كتاب المدينة المنورة معالم وحضارة

ومحلوف عمر بالله، لو كان مسجدنا هذا بطرف من الأطراف لضربنا إليه
أكباد الإبل، ثم قال: اكسروا لي سعفه واجتنبوا العواهن - اي ما يلي القلب
من السعف - فقطعوا السعفة فاتى بها، فاخذ رزمة فربطها فمسحه.
قالوا: نحن نكفيك يا امير المؤمنين.
قال: لا تكفونيه، وفي رواية: انا أريد ان اكفيكم انتم مثل هذا، وإن
شئتم اعملوا مثل ما أعمل (1).
وعن زيد بن اسلم قال: الحمد دلّه الذي قرب منا مسجد قباء، ولو كان
بأفق من الافاق لضربنا إليه اكباد الإبل (2).
وصف المسجد قبل التوسعة السعودية:
المسجد مربع الشكل، طول ضلعه اربعون مترا، وله محراب وفيه منبر
مصنوع من الرخام، أهداه السلطان قايتباى إلى المسجد النبوي بدلأ من المنبر
الذي احترق، في حريق المسجد النبوي سنة 888 هالموافق 1483 م، ولما
ارسل السلطان مراد العثماني المنبر الحالي، الموجود بالمسجد النبوي، نقل
منبر قايتباي إلى مسجد قباء.
وعدد اعمدة المسجد تسعة وعشرون عامودا، وللمسجد مئذنة، وبه
رحبة مفروشة بالحصباء، وفي هذه الرحبة قبة يزعمون أنها مكان مبرك ناقة
النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيها بئر، وبجداره القبلي محراب من جهة الشرق، يسمى (طاقة
الكشف).
وسقف المسجد مكون من قباب على الطراز العثماني، وعدد اروقة
المسجد ستة، وفي اخره غرفة كمستوح، توضع فيها فرش المسجد ولوازمه،
ولجدرانه من الخارح دعائم من الجنوب والشمال والشرق، تحميه من الانهيار.
__________
(1) وفاء الوفا (3/ 4 0 8).
(2) المرجع نفسه.
30

الصفحة 30