كتاب المدينة المنورة معالم وحضارة

عمارة المسجد منذ نشأته:
من المعلوم أنه أسس في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وفي عهد عثمان بن
عفان - رضي الله عنه - أصابه بعض الخراب، فجدده وزاد فيه، ثم جدده عمر
بن عبد العزيز أثناء ولايته المدينة للوليد بن عبد الملك في الفترة ما بين 87 -
93 هـ- الموافق 705 - 711 م.
واهتم عمر - رضي الله عنه - ببناء مسجد قباء، وجعل له مئذنة،
وأحدث فيه الرحبة، وقسمه إلى اروقة، وبناه بالحجارة والجص، واقام فيه
الأساطين من الحجارة بينها عواميد الحديد والرصاص، ونقشه بالفسيفساء
وسقفه بالساج (1).
وفي عام 435 هـ=1543 م عفره الشريف أبو يعلى الحسيني، وقد
وجد ذلك منقوشا على حجر بالخط الكوفي؛ ونص النقش ما ياتي:
! ر اًفه أرخف ألز-صض: "إنما ئغمر! حد أدئه من
ءات بالئه وائيؤو ألأضر" الآية. أمر بعمارة مسجد قباء الشريف أبو يعلى
أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن - رضي الله عنه - ابتغاء ثواب اللّه،
وجزيل عطائه. . . على يد الشريف حسن المسلم. . . ابن عبدالله بن مساك
في سنة خمس وثلاثين وأربعمائة.
وظل الأمراء يجددون عمارته وترميمه حتى عهد الدولة العثمانية، حيث
جددت عمارته عدة مرات آخرها في عهد السلطان محمود الثانى سنة
1245 هت 1829 م.
وأما في عهد المملكة العربية السعودية، فقد جدد مرتين: مرة في عهد
الملك فيصل بن عبد العزيز - رحمه الله - وكان ذلك سنة 1388 هـ=1968 م
وكانت مساحة الزيادة فيه اربعة أمتار من الشمال إلى الجنوب بعرض
المسجد، وقد روعي في هذه العمارة الدقة والعناية، وخصوصا في عمارة
__________
(1) وفاء الوفا (3/ 9 0 8).
31

الصفحة 31