فضل الصلاة في مسجد قباء:
الصلاة في مسجد قباء لها فضل كبير، وثواب جزيل، وقد رغب فيها
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله وفعله، حيث كان يذهب إليه ماشيا وراكبا ويصلي
فيه، يفعل ذلك كل يوم سبت، وأحيانا يوم الإثنين ويوم الخميس.
وقد روى ابن ماجه وعمر بن شبة بسند جيد عن سهل بن حنيف قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من تطهر في بيته، ثم اتى مسجد قباء فصلى فيه
صلاة، كان له كاجر عمرة ".
وروى عمر بن شبة عن سعيد بن الرقيش الأسدي قال: جاءنا أنس بق
مالك إلى مسجد قباء، فصلى ركعتين إلى بعض هذه السواري، ثم -سله
وجلس، وجلسنا حوله، فقال:
سبحان الله، ما أعظم حق هذا المسجد! لو كان على مسيرة شهر كان
احق ان يؤتى، من خرج من بيته يريده، معتمدا إليه ليصلي فيه اربع ركعات،
أقلبه الله باجر عمرة (1).
وكان سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - يفضل الصلاة فيه على
الصلاة في بيت المقدس، فقد روى ابن شبة عن عائشة بنت سعد بن أبي
وقاص قالت: سمعت ابي يقول:
لأن اصلي في مسجد قباء ركعتين احب إليئ من ان اتي بيت المقدس
مرتين، لو يعلمون ما في قباء لضربوا إليه أكباد الإبل (2).
وكان كبار الصحابة - رضوان الله عليهم - يعرفون للمسجد قدره، فكان
المهاجرون الأولون يذهبون إليه للصلاة فيه، روى البخاري: كان سالم مولى
ابي حذيفة - رضي الله تعالى عنهما- يؤم المهاجرين الأولين من اصحاب
النبي - صلى الله عليه وسلم - في مسجد قباء، فيهم أبو بكر وعمر.
__________
(1) وفاء الوفا (3/ 1 0 8).
(2) نفسه (3/ 2 0 8).
37