كتاب المدينة المنورة معالم وحضارة

أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - صلى فيها، تم بناه بعد ذلك رجل سماه السمهودي
عبد الصمد (1).
وهذه أول جمعة صلاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمسلمين جهارا، فإن
الجمعة وإن فرضت في مكة، إلَّا أن المسلمين لم يستطيعوا إقامتها هناك لقوة
المشركين، وعدم السلطان الذي يحميهم عند إقامتها.
وسمي المسجد مسجد الجمعة لما سبق من أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - صلى في
مكانه أول جمعة بالمسلمين، ويقال له أيضا مسجد الوادي، ومسجد
عاتكة (2).
مساحة المسجد ووصفه:
بني المسجد على ما هو عليه الان بأمر من السلطان بايزيد العثماني، أ ي
ما بين عامي 886 هـ- 918 هالموافق 1481 م - 1512 م، وعلى هذا يكون
عمر البناء الحالي خمسة قرون تقريبا، والسلطان بايزيد هو الذي جعل سقفه
قبة على نمط العمارة العثمانية.
وطول المسجد تمانية أمتار، وعرضه أربعة أمتار ونصف المتر، وارتفاعه
خمسة أمتار ونصف المتر، وأما بناوه فبالحجارة، وتعلوه قبة مبنية بالطوب
الأحمر، وبها أربع فتحات من أعلاها للتهوية والإنارة، وفي شماله فناء طوله
ثمانية أمتار، وعرضه ستة أمتار، وارتفاع سوره متران.
وللمسجد باب واحد عبارة عن عقد مفتوح، وعلى جانب هذا العقد
حجران من الرخام الأبيض، مكتوب عليهما اسم السلطان بايزيد، وانه هو
الذي امر ببناء المسجد، ومعلق عليه لوحة من نشاط وزارة الحج والأوقاف
السعودية مكتوب عليها (مسجد الجمعة).
__________
(1) وفاء الوفا (3/ 0 2 8).
(2) آثار المدينة المنورة، ص 89.
40

الصفحة 40