كتاب المدينة المنورة معالم وحضارة

وأول من بناه بنو معاوية، ومرّ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى فيه ركعتين،
وصلى معه من كان حاضرا من اصحابه، ثم دعا الله طويلا، ثم انصرف فقال:
سألت ربي ثلاثا فاعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألته الا يهلك أمتي بالشنه-
اي بالقحط - فأعطانيها، وسألته ألا يهلك امتي بالغرق، فأعطانيها، وسالته الا
يجعل باسهم بينهم فمنعنيها (1).
ولهذا عرف المسجد بمسجد الإجابة، حيث استجاب الله - عز وجل-
لنبيه.
وكانت صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه عن يمين المحراب قدر ذراعين، يقول
السمهودي: فينبغي ان يتحرى بالصلاة ذلك المحل، وان يكون الدعاء فيه
قائما بعد الصلاة (2).
عمارته:
وجدد بناءه عمر بن عبدالعزيز- رضي الله عنه - في عهد الوليدبن
عبد الملك، ثم جدد مرة اخرى في عهد العثمانيين، وكان بناوه العثماني مكونا من
قسمين: القسم الأمامي وفيه المحراب، والقسم الخلفي، وكانت عليه قبة.
وتهدم المسجد بعد ذلك، وكاد يزول اثره، حتى عمرته وزارة الأوقاف
السعودية، فدمجت القسمين في بناء واحد، واعتنت الوزارة بتشييده وفرشه
وصيانة مرافقه ونظافته، وتكييفه، وانارته إنارة حديثة، جعلته بهجة للناظرين،
وراحة قلبية للمصلين.
5 - مسجلى المصلى:
وهو المعروف اليوم بمسجد الغمامة، وهو المكان الذي كان يصلي فيه
__________
(1) رواه مسلم في صحيحه.
(2) وفاء الوفا (3/ 829).
43

الصفحة 43