النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة العيدين وصلاة الاستسقاء، عن انس بن مالك - رضي الله
عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى المصلى يستسقي، فبدأ بالخطبة ثم صفى
وقال: "هذا مجمعنا ومستمطرنا ومدعانا لعيدنا، لفطرنا واضحانا، فلا يبنى فيه
لبنة على لبنة ولا خيمة " (1).
وقد ثبت أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - صلَّى العيد في أماكن عدة، كلها تدور
حول هذا المكان، ثم كانت صلاته بعد ذلك في هذا المكان، وظل يصلي فيه
العيدين، ويستسقي فيه للمسلمين، حتى انتقل إلى جوار ربه الكريم.
ويوجد في شمالي مسجد المصلى مسجدان، يعرف أحدهما بمسجد أبي
بكر الصديق - رضي الله عنه - وهو مبني في أحد الأماكن التي صلى فيها
النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة العيد، وسمي باسم الصديق لأنه - رضي الله عنه - صلى
في مكانه صلاة العيد في خلافته.
وإلى الشمال من هذا المسجد، وعلى بعد مائة متر تقريبا، يوجد
المسجد الثاني، ويعرف باسم مسجد علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وهو
أوسع من مسجد الصديق، وهو كذلك مبني في احد الأماكن التي صلى فيها
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة العيد.
واستشكل على بعض الباحثين تسمية المسجد بهذا الاسم، وقالوا إن
عليا - رضي الله عنه - لم يصل العيد في خلافته في المدينة.
ويوضح السمهودي - رحمه الله - أن نسبة المسجد إلى علي - رضي الله
عنه - صحيحة، حيث يروى عن ابن شبة عن سعدبن عبيد مولى ابن أزهر
قال: صليت العيد مع علي - رضي الله عنه - وعثمان - رضي الله عنه-
محصور، فصلى، ثم خطب بعد الصلاة (2).
قال: وروي أيضا عن الزهري قال: صلَّى سهل بن حنيف وعثمان
محصور الجمعة، وصلَّى يوم العيد علي بن أبي طالب.
__________
(1) عمدة الأخبار للعباسي، ص 183.
(2) وفاء الوفا (3/ 784).
44