كتاب التنبيه على أوهام أبي علي في أماليه

فارَقتُه يوماً بجانب نخلةٍ ... سبق الحِمَامُ به زُهَيرُ تَلُّهفِي
لقد وردتَ الماءَ...................................... البيت
ومضى في تأبينه ورثائه، وذكر مناقبه وعلائه. قوله: " ذا مرة " أي ذا قوة. وقوله: " في كل ساعة محرف " يقول: يحترف فيتقلب. وقد فسر أبو علي - رحمه الله - معنى البيتين، ويروي: " إلا عواسل " باللام وهي أشهر الروايتين، يقال: مرَّ الذئب يعسل وينسل إذا مرَّ مرَّا سريعاً.
* * * وفي " ص 88 س 14 " وأنشد أبو علي - رحمه الله - للفرزدق:
فَقُلتُ ادْعِي وأَدْعُ فإن أنْدَى ... لِصَوْتٍ أن يُنادِيَ دَاعيَانِ
هذا البيت ليس للفرزدق، وقد نُسب إلى الحطيئة ولم يروه أحد في شعره. والصحيح أنه لدثار بن شيبان، ودثار هو الذي حمله الزبرقان على هجاء بني بغيض. وقوله: " وأدع " هو على توَّهم اللام؛ ولو أظهرها كان خيراً، كما قال سبحانه وتعالى: (اِتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَاياكُمْ) ويروى:
فقلت ادعى وأدعو إن أندى
والواو في قوله: " وأدعو " واو الصرف. ويروى: " وأدعو أن أندى " أي لأن ذلك أندى.
* * * وفي " ص 88 س 16 " وأنشد أبو علي - رحمه الله -:
وَأَي لم يَزَلْ يَسْتَسْع العامَ حَوْلهُ ... نَدَى صَوْتِ مَقْرُوعٍ عن العَذْف عاذِبِ

الصفحة 100