كتاب التنبيه على أوهام أبي علي في أماليه

أَمَوْلَى بَنِي تَيْمٍ ألَسْتَ مُؤَدِّياً مَنِيَحَتنَا فيما تُؤَدَّي المَنَائحُ
فإنَّك لو أدَّيتَ صَعْدَةَ لم تَزَلْ ... بعَلياءَ عندِي ما بَغَى الرِّيحَ رائحُ
لها شَعَرٌ ضافٍ وجيدٌ مُقَلَّصٌ ... وجِسمٌ زُخَارِيٌّ وضَرْعٌ مُجَالِحُ
* * * وفي " ص 191 س 14 " وأنشد أبو علي - رحمه الله - لمالك بن أسماء في أخيه عيينة لما سجنه الحجاج:
ذَهَبَ الرُّقادُ فما يُحَسُّ رُقَادُ ... مما شَجَاك وحَفَّتِ العُوَّادُ
خَبَرٌ أتانِي عن عُيَيْنَةَ مُفْظِعٌ ... كادتْ تَقَطَّعُ عندَهُ الأكبادُ
بَلَغَ النُّفوسَ بَلاؤُه فكأنّنا ... مَوْتَى وفِينَا الرُّوحُ والأَجْسادُ
لمّا أتانِي عن عُيَينةَ أنّه ... أمْسَى عليه تَظَاهَرُ الأَقْيادُ
نَخَلَتْ له نَفْسي النَّصِيحةَ إنّه ... عندَ الشدائدِ تَذْهَبُ الأَحْقادُ
وعَلِمْتُ أنِّي إن فَقَدْتُ مكانَهُ ... ذهبَ البِعَادُ فصار فيه بِعَادُ
ورأيتُ في وجه العَدُوِّ شكاسةً ... وتَغَيَّرتْ لي أَوْجُهٌ وبلادُ
وذكرتُ أيُّ فَتًى يَسُدُّ مكانَه ... بالرِّفْدِ حين تَقَاصَر الأَرْفَادُ
أم مَن يُهِينُ لنا كرائمَ مالِهِ ... وله إذا عُدْنا إليه مَعادُ
هذا الشعر لعويف القوافي بلا اختلاف. وأيُّ حقدٍ كان بين مالك واخيه حتى يقول:
نَخَلَتْ له نَفْسِي النَّصِيحةَ إنّه ... عندَ الشدائد تَذْهَبُ الأحْقادُ

الصفحة 110