كتاب التنبيه على أوهام أبي علي في أماليه

وكيف يقول مالك في أخيه:
أم من يُهِينُ لنا كرائمَ ماله
ومالك أغنى من عيينة وأنبه، لأنه كان متصرفا في الرفيع من أعمال السلطان؛ وكان مع ذلك من أهل الفصاحة واللسن والشعر الفائق والبراعة. وعويف أحد الشعراء المنتجعين بالشعر المسترفدين للملوك؛ وإنما قال عويف:
عندَ الشدائد تَذْهَبُ الأحقادُ
لأن أخت عويف كانت تحت عيينة بن أسماء فطلقها، فغضب من ذلك عويف وقال: " الحرة لا تطلق إلا لريبة " وباعد عيينة وعاداه؛ فلما بلغه أن الحجاج سجن عيينة وقيَّده، عطفه ذلك عليه وأذهب حقده له فقال الشعر.
وهو عويف بن معاوية بن حصن؛ وقيل: ابن عقبة بن عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري؛ وهو شاعر مجيد، سمي عويف القوافي بقوله:
سَأكذِبُ مَنْ قد كان يَزْعُمُ أنَّنِي ... إذا قُلْت قولاً لا أُجيِدُ القَوَافِيَا
* * * وفي " ص 198 س 12 " وأنشد أبو علي - رحمه الله - لأبي الأسود في أبيات:
وإنَّ امرأً لا يُرْتَجَى الخيرُ عندَهُ ... يَكُنْ هَيِّناً ثِقْلاً على مَن يُصَاحِبُ
هذا سهو من أبي علي - رحمه الله - لم يشعره؛ لانجزام قوله: " يكن هيناً " من غير جازم؛ وإنما صحَّة إنشاده:
وأَيُّ امرئٍ لا يُرْتَجَى الخيرُ عندَهُ ... يَكُنْ هَيناً ثِقْلاً على مَنْ يُصَاحِبُ
فوضع إنَّ مكان أيّ.

الصفحة 111