كتاب التنبيه على أوهام أبي علي في أماليه

وسُمِّيتَ كعباً بشرِّ العِظامِ ... وكان أبُوك يُسَمَّى الجُعَلْ
وأنتَ مكانُك مِنْ وائلٍ ... مكانَ القُرَادِ مِنِ اسْتِ الجمَلْ
فضربه أبوه وقال: أنت تريد أن تقاوم ابن جعيل! وجاء كعب على تفيئة ذلك فقال: من صاحب هذا الكلام؟ فقال أبوه: إنه غلام أخطل فلا تحفل به؛ فقال كعب:
شاهِدُ هذا الوَجهِ عَثُّ الجُمّةْ
فقال الأخطل:
فناك كعبٌ بنُ جُعَيْلٍ أُمَّهْ
فقال له كعب: ما اسم أمك؟ قال: ليلى - امرأة من إياد - قال: أردت أن تعيذها باسم أُمي! قال: لا أعاذها الله إذاً، وقال:
هجا الناسُ لَيلَى أمَّ كعب فمُزِّقَت ... فلم يَبقَ إلا نَقْنَفٌ أنا رافعُه
* * * وفي " ص 228 س 4 " وأنشد أبو علي - رحمه الله - للمغيرة بن حبناء:
إذا أنتَ عاديتَ امرأً فاظَّفِرْ له ... على عَثْرَةٍ إن أَمْكَنَتْكَ عواثِرُه
وقارِبْ إذا ما لم تَجِدْ لك حِيلةً ... وصَمِّمْ إذا أيقنتَ أنَّكَ عاقرِهُ
فإنْ أنتَ لم تَقْدِرْ على أن تُهينَه ... فَذَرْه إلى اليوم الذي أنتَ قادِرُهْ
وقد أَلْبَسُ المولى على ضِغْنِ صَدْرِه ... وأُدْرِكُ بالوَغْم الذي لا أُحَاضِرُهْ
أسقط أبو علي - رحمه الله - قبل قوله: " فإن أنت لم تقدر على أن تهينه " بيتا به يتعلق الذي أنشده لفظاً ومعنىً؛ وهو:

الصفحة 119