كتاب التنبيه على أوهام أبي علي في أماليه

قال الليثي: تقوله في زوجها روح بن زنباع الجذامي وهما يمانيان يجمعهما النسب والدار؛ ولو كانت نزارية وهو قحطاني قيل هذا لما بين نزار وقحطان، وروح سيد يمانية الشام يومئذٍ قائدها وخطيبها ومحربها وبئيسها!. وإنما قالت ذلك لأسرٍ مسه يوم المرج. وقيل مسَّه قبل ذلك في حرب غسان فافتدى؛ فقالت قول العربية الشريفة للمولى الهجين وعيَّرته الإقراف. وهذا ومثل قول عقيل بن علَّفة، وهو أحد بني غيظ بن مرة، لعثمان بن حيان المري وهو أحد بني مالك ابن مرة. فهما ابنا عمٍّ حين قال له عثمان، وهو أمير المدينة: زوجني أبنتك، قال: أناقتي أصلحك الله؟ فظن أنه لم يسمع؛ فرفع عثمان صوته: زوجني ابنتك! فرفع عقيل صوته فقال: أناقتي أصلحك الله؟ فقال عثمان: أنت عربي جاهل أحمق! وأمر بإخراجه. وكان عثمان قد مسَّه - أو أباه - أسرٌ فأنشأ عقيل يقول:
كنَّا بني غَيْظٍ رجالا فأصبحَتْ ... بنو مالكٍ غَيظاً وصِرنا لمالكِ
لحى اللهُ دهراً ذَعْذَع المالَ كلَّهُ ... وسَوَّدَ أَسْتَاهَ الإماءِ العوارك
* * * وفي " ص 47 س 9 " وأنشدنا أبو علي لعبد الله بن سبرة الحرشي الذي قطع يده أُطربون الروم قصيدةً أولها:
وَيْلُ أمِّ جارٍ غَداةَ الرَّوعِ فارَقَنِي ... أَهْوِنْ عليّ به إذ بَانَ فانقَطَعا
وفيها يصف الأُطربون، وهو البطريق؛ وقيل هو اسم لهذا:
كأَنَّ لِمَّتَه هُدَّابُ مُخْمَلَةٍ ... أَزْرَقُ أحمرُ لم يُمْشَطْ وقد صَلِعَا
هكذا رواه أبو علي - رحمه الله - لم يمشط، أي لم يسرح بالمشط لم يختلف في ذلك عنه، وهو تصحيف لا شك فيه؛ وإنما هو: " لم يشمط وقد صلعا ".

الصفحة 32