كتاب التنبيه على أوهام أبي علي في أماليه

الشعر. وهذا هو التفسير الصحيح في قوله: " غداة الأرنب " لا ما ذكره أبو علي - رحمه الله - لأنه لا يعرف موضع يقال له أرنب ولا يحفظ البتة، وإنما هو يوم الأرنب، سمي بهذه الأرنب التي انتفجت لهم. ولا يصح إنشاده:
عجت نساء بني زُبيد ...
إذا نُسب إلى عمرو أصلاً؛ إلا أن يكون البيت للأسدي كما قال ابن حبيب، وعمرو أولى به، والأثبت أنه له؛ فلينشد:
عجت نساء بني زياد..
كما ذكرناه بدءاً.
* * * وفي " ص 126 س 12 " وأنشد أبو علي - رحمه الله - لمرضاوي بن سعرة المهري في خبر ذكره شعراً منه:
فَسَمَتْ رجالُ بني أبِيهم بينهم ... جُرَعَ الرَّدَى بمَخَارِصٍ وقَوَاضِب
قال أبو علي - رحمه الله - المخارص واحدها مخرص، وهو سكين كبير شبه المنجل يُقطع به الشجر. أيمدخل للمنجل مع القواضب وهي السيوف! وأي شجر هنا إلا قمم الرجال! وإنما المخارص هنا: الرماح، وهي الخرصان أيضا، واحد الخرصان خُرص وخِرص، وواحد المخارص مِخرض؛ قال حميد الأرقط:
يَعَضُّ منها الظَّلِفُ الدَّئِيَّا ... عَضَّ الثِّقَافِ المِخْرَصَ الخطِّيَّا
وقال امرؤ القيس في الخُرص:
أَحْزَنَ لو أَسْهلَ أَخْزَيتُه ... بعامِلٍ في خُرص ذابِلِ
يعني رمحا.

الصفحة 50