كتاب التنبيه على أوهام أبي علي في أماليه

فتى لا يعد المال ربا ولا ترى ... له جفوة إن نال مالا ولا كبر
فَتىً لا يَعُدُّ الرِّسْل يَقْضِي ذِمَامَهُ ... إذا نَزَل الأضيافُ أو تُنْحَر الْجُزْرُ
والشعر للأبيرد اليربوعي يرثي أخاه بريدا، وهو الأبيرد بن المعذر بن عمرو من بني رياح بن يربوع بن مالك بم حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، شاعر إسلامي في أول الدولة الأموية.
* * * وفي " ص 207 س 3 و 4 " قال أبو علي: وكان ابن دريد يستحسن قول أبي نواس:
لا جَزَى اللهُ دَمْعَ عَينيَّ خيراً ... وجَزَى اللهُ كلَّ خيرٍ لساني
نَمَّ دمعي فليس يكتُم سِراًّ ... ووجدتُ اللسانَ ذا كتمان
وهذا الشعر للعباس بن الأحنف بلا اختلاف، لا لأبي نواس، وهو ثابت في ديوان ابن الأحنف.
* * * وفي " ص 214 س 16 و 17 " وأنشد أبو علي لجميل - رحمهما الله -:
ولمّا بدا لي منكِ مَيْلٌ مع العِدَى ... سِوَايَ ولم يَحْدُثْ سواكِ بَدِيلُ
صَدَدْتُ كما صَدَّ الرَّمِيُّ تطاولت ... به مُدَّةُ الأيامِ وَهْوَ قَتِيلُ
هكذا أنشده أبو علي - رحمه الله - وأنشده أبو تمام - رحمه الله - وغيره:
ولمّا بدا لي منكِ مَيْلٌ مع العدى ... عَليَّ.............الخ
وهو الصحيح، ولا وجه لإنشاد أبي علي إلا أن يكون قوله: سواي بمعنى قصدي، وهذا تكلُّفٌ وعبارة بعيدة. أنشد اللغويون في سوى بمعنى قصد:

الصفحة 66