كتاب التنبيه على أوهام أبي علي في أماليه

يأتيكَ قابسُ أهلِهِ لم يَقْبِسِ
وصف خصب الوادي ولدونة العيدان ورطوبة الورق.
وقوله: ولا أرى مصبح موردٍ، أي موضع ورود يصبحونه أثقل عليهم لشدة نعاسهم.
* * * وفي " ص 233 س 3 " وأنشد أبو علي لنصيب:
تُقِيُمهُ تارةً وتُقْعِدُه ... كما يُفَانِي الشَّمْوسَ قائدُها
البيت للكميت بن زيد في أشهر قصائده لا لنصيب. وأولها:
هل ذائدٌ للهُمُوم ذائدُها ... عن ساهرٍ لَيلةً يُسَاهِدُها
بات لها راعياً تُقَارِطُه ... أَوْرَادُ هَمٍّ شتَّى مَوَارِدُها
أَهْوَنُ منها ذِيادُ خامسةٍ ... في الوِرْدِ أو فَيْلَقٌ يُجَالِدُها
تُقِيُمهُ تارةً وتُقْعِدُه ... كما يُفَانِي الشَّمُوسَ قائدُها
يقول أهون على الذائد الذي استذاده لهمومه ذياد ناقة عن الماء قد وردته بعد خمس أو كتيبة يضاربها وهي الفيلق، يقال: كتيبة فيلق: إذا كانت كثيرة السلاح؛ قال الأعشى:
في فَيْلَقٍ شَهْبَاء مَلْمُومَةٍ ... تَقْذِفُ بالدارِع والحاسِرِ
وقوله: تقيمه تارة وتقعده، يعني الهموم المذكورة في أول الشعر.
* * * وفي " ص237 س 5 " وأنشد أبو علي للعرندس الكلابي يمدح بني عمرو الغنويين - قال: وكان الأصمعي - رحمه الله - يقول: هذا المحال، كلابي يمدح غنويًّا! -:
هينون لينون أيسار ذوو كرم ... سواس مكرمة أبناء أيسار
إن يُسْأَلُوا الخيرَ يُعْطُوه وإن خُبِروا ... في الجَهْد أُدْرِك منهم طِيبُ أخبارِ
الأبيات.

الصفحة 72