كتاب التنبيه على أوهام أبي علي في أماليه

* * * وفي " ص 63 س 15 " وأنشد أبو علي لطفيل:
قَبَائلُ مِنْ فَرْعَيْ غَنِيٍّ تَوَاهَقَتْ ... بها الخَيْلُ لا عُزْلٌ ولا مُتَأَشِّبُ
هكذا أنشده - رحمه الله - بالرفع؛ وإنما هو: ولا متأشب، بالخفض على البدل من الضمير في بها، والقوافي مخفوضة. وقبل البيت:
وَعُوجٍ كأحناءِ السَّراءِ مَطَتْ بها ... مَطارِدُ تَهْدِيهَا أَسنَّةُ قَعْضَبِ
إذا قيل نَهْنِهْها وقد جَدَّ جِدُّها ... تَرامت كخُذْرُوف الولِيدِ المُثَقَّبِ
قبائلُ من فَرْعَي غَنِيٍّ تواهقَت ... بها الخَيلُ لا عُزْلٍ ولا مُتَأَشِّبِ
قوله: وعوج يريد أن في يديها تحنيبا وفي أرجلها تجنيباً، كما يُحنى السَّراء، وهو من عيدان القسيِّ؛ ويقال: عوج: ضمَّر مهازيل من الغزو، مطت بها، أي مدت بها أعناق كالمطارد، أي رماح. تهديها، أي تقدمها. أسنة قعضب؛ وهو رجل من بني قشير كان يعمل الأسنة بأُضاخ، جاهلي. ونهنهها، أي كفّها؛ يقول: إذا ذهب يكفها ترامت، أي تتابعت. والخذروف: الخرَّارة. وقوله: ولا متأشب، أي لا خلط فيهم من غيرهم، يقال: أُشابات من الناس وأوباش وأوشاب، أي أخلاط؛ وهذا كما قال بشر:
فَيلْتَفُّ جِذَمانَا ولا حَيَّ بيننا ... وبينكم إلا الصَّريحُ المهَذَّبُ
* * * وفي " ص 71 س 15 " وأنشد أبو علي - رحمه الله - لسلمة بن يزيد يرثي أخاه لأمه قيس ابن سلمة:
أقولُ لنفسِي في الخَلاء أَلُومُها ... لَك الوَيْلُ ما هذا التَّجَلُّدُ والصَّبْرُ

الصفحة 96