كتاب أثر علل الحديث في اختلاف الفقهاء
على ما يشيد بدعته ويزينه ويحسنه ظاهرا فلا تقبل وان اشتملت قبلت. (¬1)
نموذج لأثر رواية المبتدع في خلاف الفقهاء: امامة الجالس
اختلف العلماء في صحة امامة الجالس على قولين:
القول الأول: لا تصح امامة الجالس، ومن صلى خلف الامام الجالس فصلاته غير صحيحة.
وبه قال بعض الفقهاء منهم: الامام مالك ومحمد بن الحسن من الحنفية (¬2) .
واحتجوا بما رواه جابر الجعفي، عن الشعبي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحد بعدي جالسا)) (¬3) .
وأجيب بأن هذا الحديث رواه جابر الجعفي، وهو متروك لأن له آراء مذمومة وانه كان يؤمن بالرجعة (¬4) .
القول الثاني: تصح امامة الجالس اذا لم يستطع القيام وهو مذهب جمهور الفقهاء (¬5) واحتجوا: بحديث أنس بن مالك: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب فرسا فصرع عنه
¬_________
(¬1) المصادر السابقة.
(¬2) بداية المجتهد 1/111، عمدة القاري 5/191، المدونة 1/81، القوانين الفقهية ص82، الخرشي 2/24، الشرح الصغير 1/436، رد المحتار 1/321-323، شرح السنة 3/422، فتح القدير 1/320، التمهيد 6/142.
(¬3) اخرجه عبد الرزاق (4087) و (4088) ، والدارقطني 1/398، والبيهقي 3/80، وهو مرسل أيضا فإن الشعبي وهو عامر بن شراحيل تابعي.
(¬4) نصب الراية 2/50 وتقريب التهذيب 1/123، والتهذيب 2/46-51 وميزان الاعتدال 1/379.
(¬5) المغني 2/47، احكام الأحكام لابن دقيق 1/225، فتح الباري 2/175، المجموع 4/190، التمهيد 6/142، الانصاف 2/260، كشاف القناع 1/561، مغني المحتاج 1/240، الأم 1/171، شرح السنة 3/422.
الصفحة 112
383