كتاب رائد التجديد الإسلامي محمد بن العنابي

الرجل العادي من الفلاحين وأصحاب الحرف والتجار، لأنه هو الدافع للضرائب وهو وقود الفتن.
وبالإضافة إلى ذلك عاصر ابن العنابي، الذي تولى عدة وظائف رسمية كما سنرى، بداية عهد التنظيمات في الدولة العثمانية من جهة وأخذ محمد علي والي مصر عندئذ بمبادىء التمدن الغربية من جهة أخرى. وسنرى أن هذه التنظيمات هي التي دفعته إلى كتابة كتابه (السعي المحمود) الذي سنتحدث عنه.
أما في الجزائر حيث كان يعمل فإننا لا نجد هذه الظاهرة قد وجدت لها مكانا. حقا إن الإنكشارية قد تدهورت كنظام وأصبحت عاملا سلبيا في الحياة السياسية والاقتصادية، بل أصبحت مثار فتنة واضطراب في البلاد، ولعل ذلك هو ما جعل الداي علي خوجة يحاول التخلص منهم سنة 1817 (¬3) بطريقة سبق بها السلطان محمود الثاني معهم. ولكن علي خوجة قد مات بالوباء (¬4) وفشل فيما رامه وعاد بعده الإنكشارية إلى صولتهم. ولعل ذلك هو ما ساعد على الاحتلال الفرنسي للجزائر بعد حوالي عشر سنوات من وفاته.

أسرته:
اسه الكامل هو محمد بن محمود بن محمد بن حيين الجزائري (¬5) وشهرته العنابي أو ابن العنابي (¬6) وكان على مذهب الحنفية. وأسرته قديمة في
¬__________
(¬3) انظر الطريقة التي استعملها لضربهم في (مذكرات الحاج أحمد الشريف الزهار) تحقيق ونشر أحمد توفيق المدني الجزائر، 1974، ص 132 - 134.
(¬4) عن هذا الوباء انظر نفس المصدر، ص 141، 151 وقد مات منه خلق كثير، دام حوالي سبع سنوات. وتوقف بسببه أداء فريضة الحج فترة.
(¬5) لا ندري كيف ولا متى لصقت به هذه النسبة أولا لأن المؤلف يتوقف عنده. وقد كنا نرجح أن المؤلف أخذ هذه النسبة بعد خروجه من الجزائر لولا وجودها في اسمه في نص قديم يعود إلى سنة 1811 (1226 هـ) عندما كان في الجزائر ولولا وجودها مع أسماء أخرى من عائلته.
(¬6) الذي كان يكتبه بنفسه هو (العنابي) و (ابن العنابي) ولكن بعض المؤلفين، ومنهم

الصفحة 22