كتاب نيل الابتهاج بتطريز الديباج

شيخ الجماعة أبي مهدي عيسى الغبريني ووالده أبي عبد اللَّه، بل أدرك ابن عرفة وحضر عنده، قال السخاوي: وتقدم بحيث شرح ابن الحاجب والرسالة، وولي قضاء الجماعة بتونس بعد موت محمد بن عقاب، وهو تولاه بعد موت القاضي عمر أخي أبي العباس أحمد المذكور، ثمَّ صرف بابن أخيه محمد بن عمر ولازم الإمامة بجامع الزيتونة. قال ابن عوام: توفي سنة ثلاث وستين وثمانمائة- اهـ.
قلت: وكان تولى قبل توليته قضاء الجماعة بتونس قضاء قسنطينة سنة اثنين وعشرين وثمانمائة وأبوه حي فبقى عليه زمانًا طويلًا، وفي ذلك شرح ابن الحاجب، وشرحه في سبعة أسفار وقفت عليه كله إلا سفرًا منه، وهو حسن مفيد جدًا، فيه أبحاث مع ابن عرفة وغيره إلا أنه اختصر في أوائله جدًا، وله أيضًا شرح المدونة.
وممن أخذ عنه الشيخ أبو الحسن القلصادي الأندلسي وذكره في رحلته فقال: شيخنا وبركتنا الفقيه الإمام المفتي المدرس المصنف القاضي أبو العباس، لم أر أعرف منه بمذهب مالك، ولا من يستحضر النوازل والأحكام مثله، له تآليف في المذهب معتبرة، كشرح الرسالة وابن الحاجب وغيرهما، حضرت عليه بعض تفسير القرآن، وجميع صحيح البخاري، وبعض مسلم، والرسالة، والجلاب، والتهذيب، وابن الحاجب وقرأته عليه مع التهذيب، وأجازني جميعها. ومن نظمه:
إدا مَا اعتزَّ ذو عِلْمٍ بِعلمٍ ... فَعِلْمُ الفقهِ أشْرَفُ في اعتزازِ
فَكَمْ طِيبٍ يفوحُ وَلا كَمِسْكٍ ... وَكَمْ طَيْرٍ يَطيرُ ولا كَبَازِ
انتهى ملخصًا من رحلته.
قلت: والبيتان ليسا له بل لبعض القدماء أنشدهما في كتاب الأدب للمتعلم، وهو قبل القلشاني بزمن طويل، واللَّه أعلم.
¬__________
= الدولتين ص 135، رحلة القلصادي 115، الضوء اللامع 1/ 137، فهارس جامع الزيتونة 4/ 306.

الصفحة 117