كتاب نيل الابتهاج بتطريز الديباج

117 - أحمد بن عمر المزجلدي الفاسي (¬1).
قال ابن غازي في فهرسته: وقال شيخنا الفقيه الحافظ المحقق المحصل المتفنن النظار المشاور الحجة الأكمل أبو العباس: ما أدركنا بفاس أعلم منه بالمدونة، كانت نصب عينيه يستحضر نصوصها ويمليها عند الحاجة سردًا، وإذا أقرأها تسمع السحر الحلال ينقل كلام شراحها بألفاظهم بلا تكلف ثمَّ يكرّ على أبحاثهم فيبين من أين أخذوها فيقول إنهم فهموها وفسروا بعضها ببعض وكل الصيد في جوف الفرا، ولم يكن يقرر في مجلسه غير ساذج الفقه، وما سمعه قط يلحن ولا سمعت من يقرأ الفقه مثل قراءته ولا من يقرره مثل تقريره أو يحرر كتحريره:
* هَكَذا هَكَذا وإلَّا فَلَا [لا] ... طُرُقُ الجدِّ غيرُ طُرقٍ المزاحِ
* لَيْسَ التْكَحُّلُ في العينينِ كالكَحَلِ ... في طلعةِ البَدْرِ ما يغنيكَ عن زُحَلِ
لازمته بمدرسة مصباح وسمعت منه بعض رزمة البيوع. أدرك من الشيوخ الشيخ الصالح عمر الرجراجي والفقيه الصالح الحاج أبا يعقوب الأغصاوي والشيخ الحاجة المشاور أبا مهدي عيسى بن هلال سأله كثيرًا، والعلامة الأوحد أبا القاسم التازغدري وبه تفقه وغيرهم. وكان زاهدًا مهيبًا صلبًا في الحق، لا تأخذه في اللَّه لومة لائم لا يبالي بأهل الدنيا ولا يعدهم شيئًا، ولد قبل القرن التاسع وتوفي بفاس عام أربعة وستين- اهـ.
وقال البدر القرافي: قال ابن الرئيس بعد أن وصفه بأنه محقق المدونة، حكي عنه. أنه يذكر عن بعض شيوخه أنه قال: ما من حكم نزل من السماء إلا وهو في المدونة قال وكذا سمعته من شيخنا الفقيه الحافظ أبي الحسن علي بن منديل المغيلي- اهـ.
ومَزْجَلَد، بميم مفتوحة وزاي ساكنة ثم جيم مفتوحة ثم لام، وضبطه السخاوي بزايين بينهما جيم ولام على صورة مزجزلدي- اهـ.
¬__________
(¬1) انظر ألف سنة من الوفيات ص 146، 258، شجرة النور الزكية ص 385.

الصفحة 124