كتاب نيل الابتهاج بتطريز الديباج

وهي أكبر مدرسة بمصر وبيده وظائف أخر تتبعها، وكان يرتزق على الجندية لأن سلفه منهم.
وحدثني الإمام العلامة المحقق الفاضل قاضي القضاة بمصر والاسكندرية الناصر التنسي أنه اجتمع به حين أخذت الاسكندرية في عشر السبعين وسبعمائة وكان نزل من القاهرة مع الجيش لاستخلاصها من أيدي العدو قال التنسي: واختبر فهمي بقول ابن الحاجب: "والصرف في الذمة والصرف في الدين الحال يصح خلافًا لأشهب- اهـ".
ومن تصانيفه شرحه على ابن الحاجب، شرح مبارك لين تلقاه الناس بالقبول، وهو دليل على حسن طويته، يجتهد في عزو الأنقال (¬1)، ويعتمد كثيرًا على اختيارات ابن عبد السلام وأنقاله وأبحاثه، وهو دليل على علمه بمكانة الرجل، وإنما يعرف الفضل من الناس ذووه. ورأيت شيئًا من شرح ألفية ابن مالك قيل إنه من موضوعاته -اهـ- كلام ابن مرزوق.
قلت: وله شرح على المدونة ولم يكمل وصل فيه إلى كتاب الحج.
قال ابن غازي: كان عالمًا مشتغلًا بما يعنيه، حتى حكى أنه أقام عشرين سنة لم ير النيل بمصر، وحكي عنه أنه جاء يومًا لمنزله بعض شيوخه فوجد كنيف المنزل مفتوحًا ولم يجد الشيخ هناك فسأل عنه فقيل له: إنه يشوشه أمر هذا الكنيف فذهب يطلب من يستأجر له على تنقيته فقال خليل: أنا أولى بتنقيته فشمّر ونزل ينقيه وجاء الشيخ فوجده على تلك الحال والناس قد حلقوا عليه ينظرون إليه تعجبًا من فعله، فقال الشيخ من هذا؟ قالوا خليل، فاستعظم الشيخ ذلك وبالغ في الدعاء له عن قريحة ونية صادقة فنال بركة دعائة ووضع اللَّه تعالى البركة في عمره. وحدثنا شيخنا أبو زيد الكاواني عمن رأى خليلًا بمصر عليه ثياب قصيرة أظنه قال يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
وسمعت شيخنا القوري يقول: إنه من المكاشفين وأنه مر بطباخ دلس
¬__________
(¬1) كذا في الأصل المطبوع، ويريد النقول كما في كفاية المحتاج.

الصفحة 170