كتاب نيل الابتهاج بتطريز الديباج

59 - أحمد بن عتيق بن أحمد بن محمد بن أحمد بن يوسف ابن خيرون الأزدي (¬1).
المعروف بالشاطبي الغرناطي قاضي برجة، كان يقظًا صدرًا في صنفه من شيوخ الطلبة وقدماء القضاة، ضابطًا للشروط، عالمًا بالوثائق، بصيرًا بعللها وأحكامها، إمامًا متقدمًا فيها، حافظًا للنوازل فقيهًا مشاورًا، مليح الطلب حسن الهيئة جميل الأبهة، ذا حظ بارع يقرض الشعر، ويذكر نبذًا من التاريخ.
توفى ببرجة بعد صرفه عن القضاء عن سن يقارب التسعين أو يزيد عليها سادس وعشرين من ربيع الأول عام ثلاثة وأربعين وسبعمائة. قال الحضرمي: أنشدني عن الأستاذ أبي جعفر بن الزبير قال أنشدني المدعو الحميد لنفسه:
إذا مَا رُمْتَ أَنْ تُدْعَى حَكِيما ... وتلحقَ بالرِّجالِ ذوي الكَمَالِ
فلا تَغْبِطْ بني الدُّنْيا بشيءٍ ... ولا تخطرْ لكَ الدُّنْيا ببالِ
ويقرب هذا قول الرئيس أبي عثمان حكم المريني:
إذا ما شئتَ أَنْ تَحْيَا ... حياةً حُلْوَةَ المَحْيَا
فلا تغضبْ ولا تَحْسِدْ ... ولا تأْسفْ على الدُّنْيَا
وقال بعض الفضلاء:
اذا ما شئتَ أن تُدعَى حَكِيمًا ... رفيعَ القَدرِ ذَا نَفْسٍ كَرِيمَهْ
فلا تَشْفع الى رَجُل وجيهٍ ... ولا تشهدْ ولا تحضرْ وَليمَهْ
- اهـ.

60 - أحمد بن محمد بن أحمد الرعيني (¬2).
يعرف بنسبه، أبو جعفر، من أهل الفضل والظرف، كان عارفًا بالعربية، مشاركًا في الفقه، متدربًا في الأحكام، قرأ على أبي الحسن
¬__________
(¬1) الكتيبة الكامنة 105 - 106.
(¬2) انظر بغية الوعاة 1: 361.

الصفحة 93