كتاب قطف الجني الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني
الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} ، وقال: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً} ، وقال صلى الله عليه وسلم: "كلُّ عمل ابن آدم يُضاعف؛ الحسنةُ بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عزَّ وجلَّ: إلاَّ الصوم فإنَّه لِي وأنا أجزي به. . . " الحديث، رواه مسلم (1151) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وفي صحيح البخاري (6491) ومسلم (131) عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربِّه عزَّ وجلَّ قال: "إنَّ الله كتب الحسنات والسيِّئات، ثمَّ بيَّن ذلك، فمَن همَّ بحسنة فلَم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو همَّ بها فعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومَن همَّ بسيِّئة فلَم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو همَّ بها فعملها كتبها الله له سيِّئة واحدة".
ومن فضل الله وإحسانه أنَّ العبدَ إذا كان يعملُ أعمالاً صالِحةً، وشغله عنها مرضٌ أو سفر كتب اللهُ له في حال سفره ومرضه مثل ما كتب له في حال صحَّته وإقامته؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا مرض العبدُ أو سافر كُتب له مثلُ ما كان يعملُ مقيماً صحيحاً" رواه البخاري (2996) عن أبي موسى رضي الله عنه.
2 الفرقُ بين الكبيرة والصغيرة، أنَّ الكبيرةَ هي ما جُعل له حدٌّ في الدنيا أو توعد عليه بلعنة أو غضب أو نار أو حبوط عمل ونحو ذلك، والصغيرة ما لم تكن كذلك.
الصفحة 120
193