كتاب قطف الجني الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني
الجهمية (ص: 45) : "لم يُتابَع عليه جعفر، وليس بالقوي في سعيد بن جُبَير"، وأورده الذهبي في ترجمة جعفر في الميزان (1/417) وقال: "وذكره ابن أبي حاتم وما نقل توثيقه، بل سكت"، ونقل ما تقدَّم عن ابن منده.
وقال الطحاوي في عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة: "والعرشُ والكرسيُّ حقٌّ".
وقوله: "ولا يؤودُه حفظهما" أي: لا يثقله ولا يشقُّ عليه، وهو نفيٌ متضمِّنٌ إثبات كمال قدرته، قال ابن كثير في تفسيره: "أي: لا يثقله ولا يكترثه حفظ السموات والأرض ومن فيهما ومن بينهما، بل ذلك سَهلٌ عليه يسيرٌ لديه".
وقوله: "وهو العليُّ العظيم" اسمان من أسماء الله يدلاَّن على صفتَين من صفات الله، وهما العلوُّ والعظمة، والله تعالى متَّصفٌ بالعلوِّ بأنواعه الثلاثة: علوُّ القدر، وعلوُّ القهر، وعلوُّ الذات، وقد جاء اسم الله العليّ في القرآن مقترناً بثلاثة من أسماء الله، وهي العظيم، والحكيم، والكبير مع تقدُّمه عليها في الذِّكر.
فاقترانُه بالعظيم كما هنا، وفي أوَّل سورة الشورى.
واقترانه بالكبير كما في سورة النساء: {نَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً} ، وفي سورتَي الحج ولقمان: {وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} .
واقترانه بالحكيم كما في آخر سورة الشورى: {إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} .
الصفحة 71
193