كتاب حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول

وَهَاشِمٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَقُرَيْشٌ مِنَ الْعَرَبِ، وَالْعَرَبُ مِنْ ذُرِّيَّةِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ، عَلَيْهِ وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
والعاقب: الذي ليس بعده نبي"1، وله أسماء أخرى، وأشهرها: "محمد"، وقد جاء ذكره في القرآن على وجه التنويه، ومعناه الذي يحمد أكثر مما يحمد غيره.
قوله: "وَهَاشِمٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَقُرَيْشٌ مِنَ الْعَرَبِ، وَالْعَرَبُ مِنْ ذُرِّيَّةِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ عَلَيْهِ وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام" قريش: هو النضر بن كنانة، لما ورد عن الأشعث بن قيس رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد لا يرون أني أفضلهم. فقلت: يا رسول الله، إننا نزعم أنا منكم، قال: "نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفوا أمنا ولا ننتفي من أبينا ... " 2. والمقصود بهذا: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث في أكرم العرب نسباً.
وقد ورد عن وائلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، وأصطفاني من بني هاشم". 3
__________
1 أخرجه البخاري: "6/554"، ومسلم: "رقم2354"، وانظر: "فتح الباري": "6/555".
2 أخرجه أحمد: "20/177-الفتح الرباني"، وابن ماجه: "رقم2612"، قال ابن كثير: "وهذا إسناد جيد قوي وهو فيصل في هذه المسألة: فلا التفات إلى قول من خالفه والله أعلم". "السيرة": "1/86".
قال في "الزوائد" "2/327": هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، ومعنى: "لا نقفوا أمنا": قال في "النهاية": "ولا نتهمها ولا نقذفها".
3 أخرجه مسلم: "رقم2276"، والترمذي: "5/544"، وقال: حديث حسن صحيح.

الصفحة 156