كتاب حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
من المحدثين والفقهاء أن الإسراء والمعراج وقعا في ليلة واحدة في اليقظة بجسد النبي صلى الله عليه وسلم وروحه؛ لأن قريشاً أكبرته وأنكرته ولو كان مناماً لم تنكره؛ لأنه لا تنكر المنامات.
والإسراء لغة: السير بالشخص ليلاً. وشرعاً: سير جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى بيت المقدس؛ لقوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} 1.
والمعراج لغة: الآلة التي يعرج بها، وهي المصعد. وشرعاً: السلم الذي عرج به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأرض إلى السماء. وقد ثبت المعراج بالقرآن في قوله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى} 2 إلى قوله تعالى: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} 3.
وخلاصة ما دلت عليه الأحاديث الصحيحة أن جبريل أمره الله أن يسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس على البراق4، ثم يعرج به إلى السموات العلى سماء حتى بلغ مكاناً سمع فيه صرير الأقلام وفرض الله عليه الصلوات الخمس –كما سيأتي- واطلع على الجنة والنار، واتصل
__________
1 سورة الإسراء، الآية: 1.
2 سورة النجم، الآيات: 1-3.
3 سورة النجم، الآية: 18.
4 بضم الباء دابة دون البغل وفوق الحمار أبيض يضع خطوة عند أقصى طرفه "فتح الباري": "7/201".

الصفحة 166