كتاب حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول

وصلى في مكة ثلاث سنين،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بالأنبياء الكرام، وصلى بهم إماماً، ثم رجع إلى مكة فحدث الناس بما رأى فكذبه الكافرون وصدق به المؤمنون وتردد آخرون1.
قوله: "وفرضت عليه الصلوات الخمس"، أي: فرض الله تعالى على عبده محمد صلى الله عليه وسلم وعلى أمته الصلوات الخمس ليلة المعراج خمسين صلاة في كل يوم وليلة، ثم لم يزل يختلف بين موسى وبين ربه عز وجل حتى وضعها الرب جل جلاله –وله الحمد والمنة- إلى خمس وقال: "هي خمس وهن خمسون".
قوله: "وصلى في مكة ثلاث سنين"، أي: فيكون الإسراع قبل الهجرة بثلاث سنين، وكان يصلي الرباعية ركعتين حتى هاجر إلى المدينة، وقد دل على ذلك ما ورد عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: "فرضت الصلاة ركعتين، ثم هاجر رسول الله ففرضت أربعاً، وتركت صلاة السفر على الأولى"2.
ورواه ابن حبان في "صحيحه"، ولفظه قالت: "فرضت صلاة السفر والحضر ركعتين، فلما أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة زيد في صلاة الحضر ركعتان ركعتان، وتركت صلاة الفجر لطول القراءة، وصلاة المغرب لأنها وتر النهار"3.
__________
1 انظر: "السيرة" لابن كثير: "2/93"، و"فتح الباري": "1/458"، "7/196، وما بعدها"، و"شرح لمعة الاعتقاد" للشيخ محمد العثيمين: "ص59".
2 أخرجه البخاري: "7/267- فتح"
3 أخرجه ابن حبان: "6/447-إحسان"، وابن خزيمة: "1/157"، وانظر: "فتح الباري": "1م464".

الصفحة 167