كتاب حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
جل وعلا ووعليه أن يحذر كل الحذر من موالاة المشركين؛ لأن موالاتهم –كما مر معنا- تنافي الإيمان1.
أما السفر لبلاد الكفر لمجرد السياحة فالقول بالمنع أظهر؛ لأن الله تعالى أوجب على الإنسان العمل بالتوحيد، وفرض عليه عداوة المشركين فما كان ذريعة وسبباً إلى إسقاط ذلك فإنه لا يجوز2. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أنا بريء ممن يقيم بين أظهر المشركين لا تراءى نارهما" 3.
ومعنى: "لا تراءى نارهما"، أي: لا ترى نار المسلم نار المشرك، ولا نار المشرك نار المسلم، وهذا كناية عن القرب. والعرب تستعمل مثل هذا الأسلوب تقول: داري تنظر إلى داره، وداره تنظر إلى داري، إذا أرادوا شدة القرب.
فمن سافر لمجرد السياحة فهو على خطر عظيم، من وجوه:
أولاً: أنه خالف النصوص الدالة على وجوب الهجرة وتحريم
__________
1 انظر: "شرح الأصول الثلاثة" لابن عثيمين: "ص123".
2 انظر: "الجامع الفريد" "ص383"، و"مجموعة رسائل حمد بن عتيق": "ص49" حيث قسم المقيمين في دار الحرب إلى ثلاثة أقسام.
3 أخرجه أبو داود: "7/303- عون"، والترمذي: "4/132" من حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه لكنه أعل بالإرسال. قال الترمذي وأبو داود: وقد رواه جماعة ولم يذكروا جريراً. وأخرجه النسائي: "8/36" عن قيس بن أبي حازم مرسلاً ولم يذكر جريراً. قال الترمذي "وسمعت محمداً –يعني: البخاري- يقول: الصحيح حديث قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل". والحديث صححه الألباني في "الإرواء": "5/30"، وذكر طرقه وشواهده.

الصفحة 175