كتاب حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الإيمان بالبعث، وأن الإيمان به من جملة الإيمان باليوم الآخر وما فيه، والبعث معناه: إحياء الموتى حين ينفخ في الصورة النفخة الثانية.
فيقوم الناس لرب العالمين لا نعال عليهم. عراة لا كسوة عليهم، غرلاً لا ختان فيهم؛ لقوله تعالى: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} 1.
والبعث حق ثابت دل عليه الكتاب والسنة وإجماع المسلمين، وهو مقتضى الحكمة، حيث تقتضي أن يجعل الله تعالى لهذه الخليقة ميعاداً يجازيهم فيه على ما شرعه لهم، قال تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ} 2.
قوله: "وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} 3" هذه الآية دليل على أن الله عز وجل يخرج الموتى من هذه الأرض، وذلك في قوله: {وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} . ومن الأدلة أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم: "يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً" 4. والحشر معناه: الجمع، يعني: جمع الخلائق يوم القيامة لحسابهم والقضاء بينهم.
قوله: "وقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً} 5"، أي: مبدأ
__________
1 سورة الأنبياء، الآية: 104.
2 "نبذة في العقيدة الإسلامية" للشيخ محمد العثيمين: "ص40"، والآية من سورة المؤمنون، رقم: 115.
3 سورة طه، الآية: 55.
4 أخرجه البخاري: "11/334"، ومسلم: "رقم2859".
5 سورة نوح، الآية: 17.

الصفحة 189