كتاب حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول

وهذا مَعْنَى لا اله إِلا اللهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: "رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلامِ، وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الجهاد في سبيل الله".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
رحمه الله: "وهذا معنى لا إله إلا الله"، أي: أن هذه الآية متضمنة للنفي والإثبات فتثبت جميع أنواع العبادة لله وحده لا شريك له، وتنفي جميع أنواع العبادة عن غير الله تعالى، وقد تقدم بيان ذلك. وقوله: {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ} ، أي: تمسك، واستمسك أبلغ من تمسك. قال الراغب: استمسكت بالشيء: إذا تحريت الإمساك1. وقوله: {بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} العروة في الأصل: موضع شد اليد. والوثقى: تأنيث الأوثق. يقال: رجل أوثق وامرأة وثقى. والوثقى، أي: القوية التي لا تنفك. والمعنى –والله أعلم- فقد استمسك بالعقد المحكم الذي لا ينفك ولا ينفصم، وفيه بيان أن الذي يكفر بالطاغوت، ويؤمن بالله أنه قد أخذ بالطريق إلى الجنة؛ لأنه استمسك بالعروة الوثقى.
قوله: "وَفِي الْحَدِيثِ: "رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلامِ، وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ" أراد المصنف رحمه الله بهذا الحديث الاستدلال على أن لكل شيء رأساً وأن رأس الأمر الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم هو الإسلام.
وقد جاء تفسيره في رواية أخرى بالشهادتين فمن لم يقر بهما باطناً وظاهراً فليس من الإسلام في شيء2.
وقوله: "وعموده الصلاة"، أي: قوام الدين الذي لا يقوم الدين إلا به
__________
1 "المفردات في غريب القرآن": "ص468".
2 انظر: "جامع العلوم والحكم" شرح الحديث: رقم "29".

الصفحة 206