كتاب حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ولا الليل سابق النهار فيدخل عليه قبل انقضاء سلطانه، {وَكُلٌّ} من الشمس والقمر والنجوم {فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} ، أي: يترددون على الدوام فهذا دليل على عظمة الخالق وقدرته وحكمته.
ثالثاً: ما فيهما من المنافع العظيمة، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ} 1، وفي الشمس منافع عظيمة للعلويات: فإن القمر يستمد نوره من الشمس، وللسفليات: من الإنسان والحيوان والنبات والبحار وغير ذلك، ولولا طلوع الشمس وغروبها لما عرف الليل والنهار ولأطبق الظلام على العالم أو الضياء. وفي سير القمر تظهر مواقيت العباد في معاشهم وعبادتهم ومناسكهم. فتميزت به الأشهر والسنون وقام حساب العالم مع ما في ذلك من الحكم والآيات التي لا يحصيها إلا الله تعالى2.
قوله: "ومن مخلوقاته السموات السبع"، أي: ومن أعظم مخلوقات الله تعالى الدالة على عظمته ووحدانيته: السموات السبع، وعلوها وسعتها واستدارتها، وعظم حلقها وبناؤها.
قوله: "والأرضون"، أي: ومن مخلوقاته العظيمة الأرضون السبع. فإن الله تعالى جعل الأرض فراشاً ومهاداً وذللها لعباده، وجعل فيها سبلاً، وجعل فيها أرزاقهم ومعايشهم. وقد أكثر الله تعالى من ذكر
__________
1 سورة يونس، الآية: 5.
2 انظر: "مفتاح دار السعادة" لابن قيم: "1/207، وما بعدها".

الصفحة 61