كتاب حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول

وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: "وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} 1" هذا فيه إخبار من الله تعالى بأنه خلق هذا العالم سماواته وأرضه وما بين ذلك في ستة أيام. أولها: الأحد، وآخرها الجمعة2.
منها أربعة أيام للأرض ويومان للسماء، كما قال تعالى: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ ثُمَّ
__________
1 سورة الأعراف، الآية: 54.
2 أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: "خلق الله التربة يوم السبت، وخلق الجبال فيها يوم الأحد، وخلق الشجر فيها يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم بعد العصر يوم الجمعة، أخر الخلق في آخر ساعة من الجمعة فيما بين العصر إلى الليل" فهذا حديث أخرجه مسلم: "رقم2789"، والنسائي في "الكبرى": "رقم 1101"، وأحمد: "14/82"، وهو حديث معلول قدح فيه أئمة الحديث كالبخاري وغيره. وقال البخاري: الصحيح أنه موقوف على كعب الأحبار. اهـ. وهو مخالف للقرآن حيث دل على أن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام.
وقد ذكر الألباني في "الصحيحة": "رقم1833" هذا الحديث وبين أنه صحيح وأنه غير مخالف للقرآن وأن الأيام السبعة فيه غير الستة في القرآن، وأن الحديث يتحدث عن شيء من التفصيل الذي أجراه الله على الأرض فهو يزيد على القرآن ولا يخالفه.
وقد دل على هذا الجمع حديث أخرجه النسائي في "الكبرى": "6/427" من طريق الأخضر بن عجلان وقد وثقه ابن معين والبخاري والنسائي وابن حيان وغيرهم.
فراجع هذا الحديث وانظر: "مختصر العلو" للألباني: "ص111"، و"المشكاة": "رقم5734". وفي مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية [جامعة الكويت] العدد التاسع عشر مقال جيد عن حديث "التربة" فراجعه.

الصفحة 63