كتاب حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول

وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} .
وَالرَّبُ هُوَ الْمَعْبُودُ. وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقوله تعالى: {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ} 1 هذا معطوف على {السَّمَاوَاتِ} ، يعني: خلق السموات والأرض وخلق الشمس والقمر حالة كونها مسخرات، ومعنى {مُسَخَّرَاتٍ} ، أي: مذلالات جارية في مجاريها بتسخير الله تعالى.
وقوله تعالى: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} ، يعني: أن الله جل وعلا متفرد بالخلق ومتفرد بالأمر، فله الخلق الذي صدرت عنه جميع المخلوقات، وله الأمر، المتضمن للشرائع والنبوات، فالخلق يتضمن أحكامه الكونية القدرية، والأمر يتضمن أحكامه الدينية الشرعية ثم أحكام الجزاء في الدار الآخرة، قال الله تعالى: {تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} ، أي: عظم وتعالى. وكثر خيره وإحسانه، فتبارك في نفسه لعظمة أوصافه وكمالها وبارك في غيره بإحلال الخير الجزيل والبر الكثير فكل بركة في الكون فمن آثار رحمته سبحانه وتعالى.
قوله: "وَالرَّبُ هُوَ الْمَعْبُودُ. وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} 2" معنى
__________
1 سورة الأعراف، الآية:54.
2 سورة البقرة، الآية: 21.

الصفحة 65