هناك لك العليا هناك الرضا ... هناك لك العز الذي ما له خلط
عليك صلاة الله ثم سلامه ... وآلك والأصحاب ما اضطرب الخمط
من ص 60-62
الباب الثاني:
فيما يتعلق بالحجرة المعطرة، والمنبر الشريف وذكر فضل الروضة، والمسجد المنيف
نفائس هذا الباب أنفاس روضة ... ونظم المعاني سلسبيل وسلسل
... الحجرات المعطرة:
... لمَّا بنى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مسجده، بنى لنسائه حجراً على نعت بناء المسجد من اللبن، وجريد النخل، وهي تسعة أبيات، على أبوابها مسوح الشعر الأسود، طول كل ستر ثلاثة أذرع في عرض ذراع. فلمّا كانت أيام الوليد بن عبد الملك أمر بإدخالها في المسجد، ولم تكن منه قبل بنائها.
... وعن سعيد بن المسيب أنه قال: وددت لو تركوها على حالها لينشأ ناشىء من المدينة، ويقدم قادم من الآفاق، فيرى ما اكتفى به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حياته، فيكون ذلك مما يزهّد الناس في التكاثر، والتفاخر.
... قلت: وحيث قامت بأوصاف هذه الحجرات أقلام الأعلام، فهي بأبصار التصور لذي الاعتبار مشاهدة، ولكن المحسّن، والمقبّح كما يقال هو العرف. فياليت شعري ما الفائدة؟!
أرى الصمت خيراً من خطاب بليغة ... إذا لم يكن للسامعين قبول
... وأمّا الحجرة الشريفة النبوية فقد بنيت مراراً، ومن أحسن ما ذكر في ذلك أن السلطان نور الدين حفر حولها خندقاً إلى الماء، وملأه بالرصاص المذاب، وذلك في سنة (557هـ) سبع وخمسون وخمسمئة، بسبب واقعة النصرانيين، فصار ذلك سوراً محكماً على الحجرة.
... وأمّا المقصورة الآن والقبة المشرفة ففي غاية الإتقان، والإحكام، وهي ملحوظة برعاية الله تعالى للولاة، والحكام. ولسنا في صدد أخبار عمارتها والقائم عليها، بل في التعرض لذكر محاسنها.
من ص 62-68
... الزيارة:
... فمن ذلك الزيارة التي هي الغنيمة والنعمة السمينة العظيمة.
هنيئاً لمن زار خير الورى ... وحط عن النفس أوزارها