كتاب الأخوة أيها الإخوة

فنحن فيها غرباء، فلا تزيدوا الوحشة، إنما نهفو لأن نكون مواطني الجنة، أم قد نسيتم!!
إخوتاه ..
الإخلاص الخلاص، وإنما يتعثر من لم يخلص، ولا يخلص إلا من يراد، إنَّ الفوضى والعبثية والاضطراب والتخبط والتلون وعدِّد كما شئت من هذه البليات كل ذلك مآله ومرجعه إلى عدم الإخلاص ثم عدم المتابعة، لابد من سبر أعماق النفس حتى نتخلى عن عيوبها، نريد قلوبا تشتاق لرضا الله جل وعلا، نريد رجالا لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، فهؤلاء أهل التمكين، وهؤلاء هم الإخوة.
إخوتاه ..
تعالوا بنا نعيد بناء صرح الأخوة الشامخ، فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة إني أحبكم في الله، وأسأل الله تعالى أن يظلنا جميعا بظله يوم لا ظل إلا ظله بما تعاقدت عليه القلوب من الحب فيه جل وعلا.
تعالوا نداوي تلك الآفات؛ فإن نسيجنا الأخوي يحتاج إلى إصلاح وتجديد وصيانة، فتلك الروابط التي كانت تجمع قلوب الأخوة قد بليت، والحاجة ملحة إلى إعادة إقامتها من جديد.
نعم ـ إخوتاه ـ إن تلك الوشائج والأواصر التي كانت سمة بارزة للملتزمين وكانت الصفة الواضحة لحياتهم قد توالت عليها الخطوب والمحن فلم تصمد أمام التيارات الجارفة فضعفت ووهنت حتى دبَّ الشيب في أوصالها، فما عادت قوية فتية كما كانت.
إنَّ صرح الأخوة الشامخ لابد أن يسمو بالنفوس لسماء الإيمان، فتظل حائمة حول العرش لا يدنسها خشاش الأرض، والطريق الوحيد هو الواقعية في المواجهة

الصفحة 9