كتاب الروضة الندية شرح متن الجزرية
فائدة:
ما سبق هو الأقسام الأربعة الواردة في النَّظم، وهناك قسم خامس هو:
(الوقف اللازم) (¬1) وهو: الوقف على كلام تام لو وصل بما بعده لأوهم وصله معنىً غير المعنى المراد.
وحكم هذا الوقف: اللزوم، وقيل: الوجوب، ولذلك أطلق عليه البعض: (الوقف الواجب)، ولا يراد بالوجوب هنا الوجوب الشرعي الذي يثاب فاعله ويعاقب تاركه، وإنما المراد به هو الوجوب الذي تترتب عليه جودة القراءة وجمال الترتيل ومتانة الأداء.
وأمثلته: الوقف على (قولهم) في {وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُم} [يونس: 65] إذ لو وصلناها بما بعدها فإنه قد يتوهم أن ما بعدها هو الكلام الذي قالوه.
وكذا الوقف على (أبناءهم) في {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ}؛ إذ لو وصلناها بـ {الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام:20] فإنه قد يتوهم أن هذه الجملة صفة لأبنائهم، وليس كذلك لفساد المعنى؛ بل هي جملة مستأنفة.
ثانيًا: السكت:
لغة: الفصل بين نغمتين بلا تنفس، يقال: سكت عن الكلام أي: امتنع عنه.
اصطلاحًا: قطع الصوت زمنًا أقل من زمن الوقف من غير تنفس مع قصد القراءة، قال ابن الجزري: "وهو مقيد بالسماع، فلا يجوز إلا فيما ثبت فيه النقل، وصحت به الرواية" (¬2). اهـ.
مواضع السكت:
الأول: الألف المبدلة من التنوين في كلمة (عوجًا) في قوله تعالى:
¬_________
(¬1) أحكام تلاوة القرآن الكريم، ص: 254.
(¬2) المرجع السابق، ص: 261.
الصفحة 100
156