كتاب الروضة الندية شرح متن الجزرية
باب
همز الوصل
اعلم أن الهمزة التي تقع في أول الكلمة نوعان:
همزة القطع: وهي الهمزة التي تثبت في حال الابتداء بها، وحال درجها.
وهمزة الوصل: وهي التي تثبت في حالة الابتداء بها وتسقط في حالة الدرج، وهي أساس الباب.
واختُلف في أصلها (¬1)، فقيل: إنها وضعت همزة. وقيل: إن أصلها الألف، حيث أنها تثبت ألفًا في مثل (ءآلله - ءآلرجل) في حالة الاستفهام.
وسبب تسميتها بهمزة الوصل (¬2) على الرغم من أنها تسقط في حالة الوصل هو أنها تسقط فيتصل ما قبلها بما بعدها، وقيل: لوصول المتكلم بها إلى النطق بالساكن، حيث كان الخليل بن أحمد يسميها بـ"سلم اللسان"، وذلك لأنه لما كان لا يوقف بمتحرك ولا يبتدأ بساكن، كان لابد من الإتيان بشيء حتى نتمكن من النطق بالساكن، وهذا الشيء هو "همزة الوصل".
وَابْدَأْ بِهَمْزِ الْوَصْلِ مِنْ فِعْلٍ بِضَمْ ... إنْ كَانَ ثَالِثٌ مِنَ الفِعْلِ يُضَمْ
بدأ بتوضيح كيفية البدء بهمزة الوصل إذا كانت في فعل، فقال: (ابدأ) بهمزة الوصل التي في الفعل.
(بضم) أي بضمها وذلك (إن كان ثالث من الفعل يضم) أي: إذا كان الحرف الثالث من هذا الفعل مضمومًا بضمة أصلية مثل: (اجْتُثَّت) فهذا فعل ماضي أوله همزة وصل، عند البدء بها فإننا نبدأ بها مضمومة وذلك لأن ثالث الفعل - وهو حرف التاء الأول - مضموم.
وَاكْسِرْهُ حَالَ الْكَسْرِ وَالْفَتْحِ وَفِي ... الأسْمَاءِ غَيْرَ اللاَّمِ كَسْرَهَا وَفِي
¬_________
(¬1) انظر: شرح الأشموني وشرح ابن عقيل على "ألفية ابن مالك".
(¬2) المرجع السابق.
الصفحة 124
156