كتاب الروضة الندية شرح متن الجزرية
الألف لا يأتي ما قبلها إلا مفتوحًا، فإنه في حالة الوقف على الراء يصبح عندنا راء ساكنة مفتوح ما قبلها، لذلك تُفَخَّم وفقًا للقاعدة.
الخامسة: أن يكون قبلها واوٌ مدِّية (وهي الواو الساكنة المضموم ما قبلها)، نحو [لن تبور، تُرْجع الأمور - من في القبور].
فيكون حكمها: التفخيم، ولعل العلة هنا هي نفس العلة السابقة، وهي أن الواو المدية تعتبر إطالة في زمن النطق بالحرف، فيكون عندنا راء ساكنة مضموم ما قبلها، فتفخم وفقًا للقاعدة.
السادسة: أن يكون قبلها ياء مدِّية (وهي الياء الساكنة المكسور ما قبلها)، نحو: [خبير - يوم عَسِير - والحمير].
فيكون حكمها: الترقيق، والعلة هي نفس العلة السابقة، أي أن الياء المدية تعتبر إطالة في زمن النطق بالحرف، فيكون عندنا راء ساكنة مكسور ما قبلها، فترقق وفقًا للقاعدة.
السابعة: أن يكون قبلها ياء ساكنة نحو: [مِن خَيْرٍ - لا ضَيْرَ - فالله خيْرٌ].
فيكون حكمها: الترقيق.
الثامنة: أن يكون قبلها ساكن صحيح، وكان الحرف الذي قبل هذا الساكن مفتوح أو مضموم، نحو: [يريد الله بكم اليُسْرَ - والفَجْرِ - سُنْدُسٍ خُضْرٌ].
فيكون حكمها: التفخيم.
التاسعة: أن يكون قبلها حرفٌ مستفلٌ ساكنٌ مكسور ما قبله، نحو: [مِن ذِكْرٍ - وما علَّمناه الشِّعْرَ - ولا بِكْرٌ].
فيكون حكمها: الترقيق.
العاشرة: أن يكون قبلها حرف استعلاء ساكن مكسور ما قبله، ولا يوجد ذلك في القرآن الكريم إلا في كلمتين: [مِصْر - القِطْر].
فيكون حكمها: جواز الوجهين؛ التفخيم والترقيق.
واعلم أن لفظ (مِصْر) ورد في أربعة مواضع (¬1):
¬_________
(¬1) يوجد موضع خامس في قوله تعالى: {اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُم} [البقرة: 61]، ولكن هذا الموضع لا يوقف على الراء في (مصرًا)، ولكن يوقف بالألف، فالراء هنا مفخمة وصلاً ووقفًا.
الصفحة 53
156