كتاب الروضة الندية شرح متن الجزرية

وَالْحَظُّ لاَ الْحَضُّ عَلَى الطَّعَامِ ... وَفِي ضَنِيْنٍ الْخِلاَفُ سَامِي

قوله: (والحظ لا الحض على الطعام) أي: وكلمة (الحظ) أيضًا بالظاء، ومعناها: النصيب، ونبه على أنها غير كلمة الحضّ التي هي بمعنى الحث في ثلاثة مواضع: {وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} [الحاقة: 34] [الماعون: 3] موضعان، {وَلا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} [الفجر: 18]، فهذه الثلاثة مواضع بالضاد.
قوله: (وفي ضنين) أي وفي كلمة ضنين في: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} [التكوير: 24]، فإن (الخلاف سامي) أي مشهور وواضح، وذلك لوجودها في قراءة: (بِظَنين) بالظاء. أي: بمُتَّهَم، ولكنها عند حفص بالضاد، أي: (بِضَنين) بمعنى: بخيل. والله أعلى وأعلم.

فصل
التحذيرات
وَإِنْ تَلاَقَيَا البَيَانُ لاَزِمُ ... أَنْقَضَ ظَهْرَكَ يَعَضُّ الظَّالِمُ
وَاضْطُّرَّ مَعْ وَعَظْتَ مَعْ أَفَضْتُمُ ... وَصَفِّ هَا جِبَاهُهُم عَلَيْهِمُ
قوله: (وإن تلاقيا) أي إذا تلاقت الضاد مع الظاء فاعلم أنه يجب عليك (البيان) وهو التوضيح، أي يجب عليك توضيح كلاً منهما.
وقوله: (لازم) أي واجب، وذلك في مثل: {أَنْقَضَ ظَهْرَكَ} [الشرح: 3]، فاللسان قد يسبقك إلى نطق الضاد ظاء، وقد يسبقك إلى إدغامها في الظاء، ومثل ذلك أيضًا في: {يَعَضُّ الظَّالِم}] الفرقان: 27]، ثم نبَّه على ضرورة إظهار الضاد في كلمة (اضْطُر) واحذر من أن تدغمها في الطاء، وكذلك احذر من إدغام الظاء في التاء في كلمة (وَعَظْت) واحرص على إظهارها، وكذلك احذر من إدغام الضاد في التاء في كلمة (أفضْتُم) واحرص على إظهارها.
قال ابن الجزري: "وليعمل الرياضة في إحكام

الصفحة 70