كتاب الروضة الندية شرح متن الجزرية

باب
النون الساكنة والتنوين
(النون الساكنة) مشتقة من السُّكُون وهو الهدوء والثبات وعدم الحركة، وهو من سَكَنَ أي قَرَّ، وعكس (الساكنة): المُتحَرِّكة.
واعلم أن النون الساكنة يمكن وجودها في الاسم مثل: [المنتهى - الأنهار]، ويمكن وجودها في الفعل مثل [يَنْهَون - يَنْتَهي]، ويمكن وجودها في الحرف مثل: [مِنْ - عَنْ]، كما أنها قد تأتي في وسط الكلمة أو في آخرها (كما هو واضح في الأمثلة السابقة)، ولا تأتي في أول الكلمة لأن أول الكلمة لابد أن يكون متحركًا.
فائدة:
بما أن الابتداء عكس الوقف، فإنه لا يمكن أن يُبْتَدأ بساكن، كما أنه لا يمكن الوقف بمتحرك.
والتنوين يأخذ أحكام النون الساكنة نفسها، والعلة في ذلك هي أن التجويد يعتمد على النطق لا على الكتابة، واعلم أن التنوين لا يكون أبدًا إلا في آخر الكلمة.
فائدة:
النون الساكنة تثبت (أي توجد) لفظًا (أي عند النطق بها) وخَطًا (أي كتابة)، كما أنها تثبت وصلاً (أي حالة وصلها)، ووقفًا (أي حال الوقف عليها).
أما التنوين فهو نون ساكنة زائدة تثبت لفظًا ولا تثبت خطاً، وتثبت وصلاً ولا تثبت وقفًا.
وَحُكْمُ تَنْوِيْنٍ وَنُونٍ يُلْفَى ... إِظْهَارٌ ادْغَامٌ وَقَلْبٌ اخْفَا
يقول: إنَّ حكم التنوين والنون الساكنة (يُلْفَى) أي: يوجد، تقول: ألفيتُ الشيء أي وجدته. ثم بين في الشطر الثاني أحكام النون الساكنة

الصفحة 75