كتاب الروضة الندية شرح متن الجزرية
والتنوين الأربعة، وهي: الإظهار، والإدغام، والقلب، والإخفاء، ثم شرع في تفصيل هذه الأحكام فقال:
فَعِنْدَ حَرْفِ الحَلْقِ أَظْهِرْ وَادَّغِمْ ... فِي اللاَّمِ وَالرَّا لاَ بِغُنَّةٍ لَزِمْ
وَأَدْغِمَنْ بِغُنَّةٍ فِي يُومِنُ ... إِلاَّ بِكِلْمَةٍ كَدُنْيَا عَنْوَنُوا
في هذين البيتين يوضح الناظم حكمين: الإظهار والإدغام.
قوله: (حرف الحلق) أي حروف الحلق.
قوله: (أظهر) أي أظهر النون الساكنة (أو التنوين) عندما تسبق حرفًا من الحروف الحلقية الستة وهي: (ء - هـ - ع - ح - غ - خ).
والإظهار: لغة: التوضيح.
واصطلاحًا: إظهار النون تامة بدون أي تدخل في صفاتها، ولكن نأتي بها كما في حالة الوقف عليها.
فائدة:
إذا أضيف الاسم المفرد لما بعده فإنه قد يُراد به الجمع، مثل قول الله عز وجل: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ} [المائدة: 7] أي نِعَمَهُ. كذلك قوله: (حرف الحلق) أي: حروفه.
فائدة:
السبب في حدوث الإظهار هو بُعد مخرج النون عن مخارج حروف الإظهار الستة، ونتيجة لذلك لا يوجد تشابه ولا تقارب بين مخرج النون ومخارج الحروف الستة.
فائدة:
اعلم أن للإظهار ثلاث مراتب:
الأولى: وهي أعلى مرتبة يكون عندها الإظهار أوضح ما يمكن وهي مع [الهمزة والهاء] لأنهما أبعد حروف الحلق عن مخرج النون.
الصفحة 76
156