كتاب الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة (اسم الجزء: 1)

ب- توليه الخلافة
كان لتولية عمر بن عبد العزيز على بعض الأماكن في الشام مثل الولاية على خناصرة ثم الولاية على المدينة ومكة بمثابة مقدمات نافعة له لما يريده الله له من حمل الخلافة فقد جعلته هذه المقدمات السابقة متمرسا لحمل الخلافة العظمى، وحتى بعد تركه للولايات لم يكن بعيدا عنها حيث كان مع سليمان بن عبد الملك كالوزير1، فكان لا يصدر إلا عن رأيه ووجد عند سليمان بن عبد الملك ميل إلى العدل وحين حضره الوفاة أشار عليه رجاء بن حيوة2، بأن يستخلف عمر بعده فقبل ذلك لكنه رأى أنه لابد أن يجعل بعد عمر يزيد بن عبد الملك حتى لا تقع فتنة3.
____________________
1 انظر تاريخ أبي زرعة ص45.
2 رجاء بن حيوة الإمام أبو المقدام، وأبو نصر الكندي الشامي، شيخ أهل الشام وكبير الدولة الأموية كان رجلا فاضلا كثير العلم، وهو الذي أشار على سليمان ابن عبد الملك باستخلاف عمر بن عبد العزيز. مات سنة اثنتي عشرة ومائة وقد شاخ. انظر تذكرة الحفاظ للذهبي 1/118.
3 انظر ابن عبد الحكم سيرة عمر ص35، وابن الجوزي سيرة عمر ص64، وابن سعد في الطبقات 5/334- 335.

الصفحة 100