كتاب الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة (اسم الجزء: 1)

ومن تركها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاَّه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيرا" 1.
فعمر كما اتضح من هذا الأثر سيأخذ بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها وسنن خلفائه الراشدين المهديين من بعده، ويوضح كيفية اتباع السنة في خطبه، فيخطب قائلا: "أيها الناس إنه ليس بعد نبيكم نبي وليس بعد الكتاب الذي أنزل عليكم كتاب، فما أحل الله على لسان نبيه فهو حلال إلى يوم القيامة، وما حرم على لسان نبيه فهو حرام إلى يوم القيامة، ألا وإني لست بقاض، وإنما أنا منفذ لله، ولست بمبتدع ولكني متبع ... "2.
فهو متبع حريص على الاتباع، ولكن سنة من؟ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه من بعده، وهذا هو الميزان الحقيقي لاتباع الكتاب والسنة.
ولا شك أن المقصود بالولاية والخلافة إصلاح دين الخلق الذي متى فاتهم خسروا خسرانا مبينا، ولم ينفعهم ما نعموا به في الدنيا، وإصلاح ما لا يقوم الدين إلا به من أمر دنياهم3، ولذا بين في خطبه أنه متبع وليس مبتدعا، متبع للكتاب المنزل المحكم على الرسول صلى الله عليه وسلم الذي نسخت شريعته كل الشرائع، فما أحل الله في هذه الشريعة فهو
____________________
1 ابن عبد الحكم سيرة عمر ص40.
2 المصدر السابق ص40.
3 انظر مجموع الفتاوى 28/262.

الصفحة 109