كتاب الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة (اسم الجزء: 1)

يرجعون به إليه، مع أن الدنيا ومواضع أموالها وعددها وجماعتها ونكايتها في غيرهم، حتى أراد الله إكرامهم بكتابه ونبيه بعث إليهم محمداً صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسوله بالحق بشيراً، يبشر بالخير الذي لا خير مثله، وينذر الشر الذي لا شر مثله وأخَّره الله لذلك في القرون وسماه على لسان من شاء من أنبيائه الذين سبقوا، وأخذ عليهم ميثاق جماعتهم قال: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} 1، فأخر الله ذلك لمحمد صلى الله عليه وسلم حين بعثه رحمة للعالمين {وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً} 2، وأحكم الله في كتابه ما رضي من الأمور، فما جعل من ذلك حلالاً فهو حلال إلى يوم القيامة وما جعل من ذلك حراماً فهو حرامٌ إلى يوم القيامة. وعلمه سنته ففهمها وعمل بها بين ظَهْرَي أمته، فصلى الصلوات لوقتها كما أمره الله، وعلم مواقيتها التي وقتها الله له فإنه قال: {أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ
____________________
1 الآية 81، من سورة آل عمران.
2 الآية 46 من سورة الأحزاب.

الصفحة 111