كتاب الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة (اسم الجزء: 1)

حجزه الله على ديني أن يفتنني1،ولا كنت أرى المنزل الذي أتى به لمن عسى أن يعمل بغير كتاب الله وسنة نبيه غبطة ولا كرامة، ولا رفعة، ولا الدنيا وما فيها، فمن كان سائلاً عن الذي في نفسي، وعن بغيتي في أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فإن الذي في نفسي وبغيتي منه والحمد لله رب العالمين أن تتبعوا كتاب الله وسنة نبيه، وأن تجتنبوا ما مالت إليه الأهواء والزيغ البعيد، ومن عمل بغيرهما فلا كرامة ولا رفعة له في الدنيا والأخرى، وليعلم من عسى أن يُذكر له ذلك أن لعمري أن تموت نفسي أول نفس أحبُّ إلي من أن أحملهم على غير اتباع كتاب ربهم وسنة نبيهم التي عاش عليهما من عاش، وتوفاه الله عليها حين توفاه، إلا أن يأتي علي من ذلك أمر وأنا حريص على اتباعه، وإن أهون الناس علي تلفاً وحزناً لمن عسى أن يريد خلاف شيء من تلك السنة، وذلك الأمر الذي رفعنا ونحن بمنزلة الوضيعة، وأكرمنا ونحن بمنزلة الهوان، وأعزنا ونحن بمنزلة الذل، معاذ الله من أن نستبدل بذلك غيره، ومعاذ الله من أن نتقي أحداً، فإذا تكلمتم في مجالسكم، أو ناجى الرجل أخاه، فليذكر هذا الأمر الذي حضضتكم عليه من إحياء كتاب الله وسنة نبيه، وترك ما خالف ذلك، فإنه ليس بعد الحق إلا الباطل، ولا بعد البصر إلا العمى، وليحذر قوم الضلالة بعد الهدى،
____________________
1 قال محقق كتاب سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم لما جاء ذكر هذه العبارة: "هذه الجملة والتي قبلها مضطربتان في النسختين، وما اهتديت إلى وجه الصواب فيهما، وربما كان بعض الكلمات قد سقط من الأصل". ص84 حاشية رقم 8.

الصفحة 118