كتاب الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة (اسم الجزء: 1)
قادر، وأنا إليه فيه راغب، ويحسن عاقبة العامة، ولا يعذبنا بذنب المسيء، والسلام عليكم ورحمة الله"1.
هذا فيما يخص رعيته يبين لهم شدة تمسكه بالسنة وحضه إياهم على التمسك بها وحملهم على اتباع ما فيها، ونهيهم عن اتباع ما خالفها، وهذه الرسالة من عمر إلى العمال بعد توليه الخلافة تعتبر بمثابة خطة يرسمها لعماله مبينا لهم المعالم الرئيسة التي تحدد علاقته بهم وهي اتباع الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح، وقد بين في هذه الرسالة تمسكه بالعقيدة الصحيحة الصافية، حيث أوصى رعيته بلزوم الكتاب والاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه، وقد حدد لهم ما في نفسه وبغيته وهو أن يتبعوا كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأن يجتنبوا ما مالت إليه الأهواء والزيغ البعيد.
وقد وضع نصب عينيه كتاب الله - وهو الخليفة العالم - فأحل حلاله وحرم حرامه، ونفذ أوامره، واجتنب نواهيه، وزواجره، واتخذ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم منار هداية ونور إرشاد إلى بيان آيات الكتاب.
وقد كان يكتب إلى عماله ويأمرهم بالأخذ بالسنة في الأحكام، ويقول: "إن لم تصلحهم السنة فلا أصلحهم الله"2، فروى أبو الحسن محمد
____________________
1 ابن عبد الحكم سيرة عمر ص65-72، وأبو حفص الملاَّء 1/284- 290 باختلاف ألفاظ.
2 ابن كثير البداية والنهاية 5/232.