كتاب الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة (اسم الجزء: 1)
قال ابن عبد الحكم: كتب عمر بن عبد العزيز إلى العمال: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى العمال: أما بعد: فإن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم {بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} 1. وإن دين الله الذي بعث به محمدا صلى الله عليه وسلم كتابه الذي أنزل عليه أن يطاع الله فيه، ويتبع أمره ويجتنب ما نهى عنه، وتقام حدوده، ويعمل بفرائضه. ويحل حلاله ويحرم حرامه، ويعترف بحقه ويحكم بما أنزل فيه، فمن اتبع هدى الله اهتدى ومن صد عنه {فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} 2.
وإن من طاعة الله التي أنزل في كتابه: أن يدعو الناس إلى الإسلام كافة، وأن يفتح لأهل الإسلام باب الهجرة، وأن توضع الصدقات والأخماس على قضاء الله وفرائضه، وأن يبتغي الناس بأموالهم في البر والبحر لا يمنعون ولا يحبسون.
وأما الإسلام فإن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة فقال: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً} 3. وقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ
____________________
1 التوبة الآية 33.
2 سورة المائدة 12، والممتحنة الآية 1.
3 سبأ الآية 28.