كتاب الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة (اسم الجزء: 1)

علوا في الأرض ولا فسادا، ومن المتقين الذين لهم العاقبة والسلام عليكم ورحمة الله1.
وكتب إلى بعض عماله في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبيان سبب عدم القيام بهما، فقال:
"أما بعد: فإنه لم يظهر المنكر في قوم قط ثم لم ينههم أهل الصلاح منهم إلا أصابهم الله بعذاب من عنده أو بأيدي من يشاء من عباده.
ولا يزال الناس معصومين من العقوبات والنقمات ما قمع فيهم أهل الباطل واستخفي فيهم بالمحارم فلم يظهر من أحد محرّم إلا انتقموا ممن فعله، فإذا ظهرت فيهم المحارم فلم ينههم أهل الصلاح نزلت العقوبات من السماء إلى الأرض (على أهل المعاصي وعلى المداهنين لهم) ولعل أهل الإدهان أن يهلكوا معهم وإن كانوا مخالفين لهم، فإني لم أسمع الله تبارك وتعالى فيما نزل من كتابه عند مُثلة أهلك بها أحدا نجى أحدا من أولئك إلا أن يكونوا الناهين عن المنكر، ويسلط الله على أهل تلك المحارم إن هو لم يصبهم بعذاب من عنده أو بأيدي من يشاء من عباده من الخوف والذل، والنقم، فإنه ربما انتقم بالفاجر من الفاجر، وبالظلم من الظالم، ثم صار كلا الفريقين بأعمالهم إلى النار، فنعوذ بالله أن يجعلنا ظالمين أو يجعلنا
____________________
1 ابن عبد الحكم سيرة عمر 68- 70، وأبو حفص الملاء 1/268-270 باختلاف ألفاظ وجزء منه لابن الجوزي سيرة عمر ص118 باختلاف كذلك.

الصفحة 136