كتاب الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة (اسم الجزء: 1)

وأما الكتاب الثالث فهو يبين الخليفة المعلم الداعي إلى الخير والآمر بالمعروف، والقائم بالحجة، الذي له خبرة بأحوال الناس ودوافعهم، وبعلمه يبطل حججهم وبورعه يحذرهم، وينذرهم، وبسلطانه يتوعدهم ويهددهم1. مسخرا الولاية والخلافة لخدمة السنة وأهلها. وقد كان رحمه الله تعالى في ولايته على المدينة النبوية يؤدب أهل الفسق والمجون.
فروى ابن عبد البر عن أسامة بن زيد الليثي أن عمر بن عبد العزيز كان إذا انصرف من الجمعة أقام على باب المسجد حرساً يجزون كل شين الهيئة في شعره لم يفرقه2.
وكان رحمه الله شديدا في حكمه، فكان يؤدب كل من يظهر بمظاهر لا تليق بالإسلام فإذا وجد رجلا يصفف جمته جلده وحلقه3.
ولم يكن عمر بن عبد العزيز يعجب بالغناء فلذا أمر حين تولى الخلافة بنفي الأحوص إلى دهلك4، واستمر هناك طوال خلافة عمر.
____________________
1 انظر قدوة الحكام والمصلحين عمر بن عبد العزيز لمحمد صدقي البورنو ص297.
2 ابن عبد البر: التمهيد 6/17.
3 الأغاني 14/165
4 الأحوص هو عبد الله بن محمد شاعر من الأوس ولد حوالي سنة 40 وتوفى حوالي 105 الأغاني ج4 ص 224 ودهلك جزيرة في بحر القلزم بينها وبين بر اليمن نحو ثلاثين ميلا. انظر معجم البلدان 2/492.

الصفحة 140