كتاب الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة (اسم الجزء: 1)
لبنة على لبنة حتى خرج من الدنيا، وهكذا كان عمر في خلافته رحمه الله تعالى، فقد كانت لعمر مرقاتان يرقى من صحن داره إلى مقر بيته عليهما، فانقلعت إحدى المرقاتين، فأتاها رجل من أهل بيته فأصلحها كراهية أن يشق على عمر، فلما جاء عمر ونظر إليها قال: "من صنع هذا؟ قالوا: فلان. قال: علي به. فلما جاء قال: "ويحك يا فلان أنفست على عمر أن يخرج من الدنيا ولم يضع لبنة على لبنة؟ والله لولا أن يكون فساد بعد إصلاح لغيرتها إلى ما كانت عليه"1.
وحتى هذه الدار المذكورة إنما ورثها عن والده عبد العزيز بن مروان، وهي الملاصقة للجامع الأموي، ويبدو أنها كانت دارا متواضعة بدليل أن المصادر لم تذكر وصفا لها لكونها كباقي بيوت العامة في ذلك الوقت، ولو أنها كانت أكثر من ذلك لحظيت بوصف المؤرخين لها.
____________________
1 ابن عبد الحكم سيرة عمر 136، وانظر عمر بن عبد العزيز وسياسته في رد المظالم ص59، وذكر أبو حفص الملاء أن لعمر بيتا متواضعا يسكن فيه في دير سمعان انظر: أبو حفص الملاء 1/394.